سورة المدثر - تفسير تفسير الرازي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (المدثر)


        


{ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24)}
أدبر عن سائر الناس إلى أهله واستكبر أي تعظم عن الإيمان فقال: {إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ} وإنما ذكره بفاء التعقيب ليعلم أنه لما ولى واستكبر ذكر هذه الشبهة، وفي قوله: {يُؤْثَرُ} وجهان الأول: أنه من قولهم أثرت الحديث آثره أثراً إذا حدثت به عن قوم في آثارهم، أي بعدما ماتوا هذا هو الأصل، ثم صار بمعنى الرواية عمن كان والثاني: يؤثر على جميع السحر، وعلى هذا يكون هو من الإيثار.


{إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25)}
والمعنى أن هذا قول البشر، ينسب ذلك إلى أنه ملتقط من كلام غيره، ولو كان الأمر كما قال لتمكنوا من معارضته إذ طريقتهم في معرفة اللغة متقاربة.
واعلم أن هذا الكلام يدل على أن الوليد إنما كان يقول هذا الكلام عناداً منه، لأنه روي عنه أنه لما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم (حم السجدة) وخرج من عند الرسول عليه السلام قال: سمعت من محمد كلاماً ليس من كلام الإنس ولا من كلام الجن، وإن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وأنه يعلو ولا يعلى عليه، فلما أقر بذلك في أول الأمر علمنا أن الذي قاله هاهنا من أنه قول البشر، إنما ذكره على سبيل العناد والتمرد لا على سبيل الاعتقاد.


{سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26)}
قال ابن عباس: {سَقَرَ} اسم للطبقة السادسة من جهنم، ولذلك لا ينصرف للتعريف والتأنيث.

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11